الجمعة، يوليو 17، 2009

كشكولي(1) + جديد مكتبتي(3)



في ما مضى من الزمن اتخذتُ كشكولا، أضعه في الدرج الأول من مكتبي، أقيّد فيه الفوائد والنفائس، والحِكم والعبر، شعرا ونثرا وذلك من خلال تطوافي بين الكتب.

ومع توالي الأيام، وكر الليل والنهار، ضاع هذا الكشكول لفترة من الزمن، وقبل يومين عثرت عليه، فانتشلته من ركام الفوضى المكتبية، وأرجعته إلى مكانه في الدرج الأول من المكتب، لأستمر في تقييد الفوائد والفرائد.

وخوفا من تكرار تجربة الضياع، ورغبة في مشاركتكم الفائدة، رأيت أن أختار لكم شيئا مما تضمنه هذا الكشكول، لعلي أنال دعوة منكم صالحة، تفرج الهم وتكشف الغم .


كلمة قيّمة من ابن القيم

يقول: "ولا نتعصب لطائفة على طائفة، بل نوافق كل طائفة على ما معها من الحق، ونخالفها في ما معها من خلاف الحق، لا نستثني من ذلك طائفة ولا مقالة، ونرجو من الله أن نحيا على ذلك، ونموت عليه، ولا قوة إلا بالله" نقلا عن كتاب قواعد التحديث للقاسمي ص388

ما أحوجنا إلى هذا الميزان العادل.. في هذا الزمن المائل.
.
.

وبمناسبة ريح الصرصر التي تمر على البلاد مابين يوم وآخر، جاء في تاريخ بغداد للخطيب البغدادي (1/132) ما يلي:
لما خرج علي بن أبي طالب رضي الله عنه إلى صفين، مرّ بخرائب المدائن، فقال رجل من أصحابه:


جرت الرياح على محل ديارهم *** فكأنما كانوا على ميعادِ

وإذا النعيم وكل ما يُلهى به *** يوما، يصير بلىً ونفادِ

فقال علي عليه السلام: "لا تقل هكذا ولكن قل كما قال الله عز وجل: { كم تركوا من جنات وعيون، وزروعٍ ومقام كريم، ونَعمة كانوا فيها فاكهين، كذلك وأورثناها قوما آخرين، فما بكت عليهم السماء والأرض وما كانوا منظرين}

إن هؤلاء القوم كانوا وارثين فأصبحوا موروثين، وإن هؤلاء القوم استحلوا الحُرَم، فلا تستحلوا الحرم فتحل بكم النقم"

فهل من معتبر ؟!


ملاحظة عالهامش: (الكشكول) اسم كاتب أدبي لبهاء الدين العاملي المتوفى 1031هـ




جديد مكتبتي (3)





كتاب (تواريخ الحكماء والفلاسفة)


تأليف:

الفيلسوف شمس الدين الشهرزوري (من علماء القرن السابع)


ابتدأ الكتاب بمقدمة جميلة تحدث فيها عن أهمية معرفة أخبار الحكماء والفلاسفة في تكوين الحكمة والعقلية الفلسفية، "فمن اتخذ الحكمة لجاما، اتخذه الناس إماما"


ثم أخذ في عرض سي الفلاسفة والحكماء بدأً من الفلاسفة الأوائل لليونان مثل: انكسامندرس وفيثاغورس.. مرورا بسقراط وأفلاطون وأرسطو..وانتهاء بفلاسفة المسلمين مثل السهروردي و ابن سينا والرازي.. وغيرهم كثير


الكتاب مليء بالعبارات الماتعة والحكم النافعة .. و الأقوال المأثورة

.

.



رسالة في آداب البحث والمناظرة


تأليف:

عبد الباسط بن خليل بن شاهين.. المعروف بابن الوزير، ت920


يقول في المقدمة: "وبعد، فهذه رسالة في علم آداب البحث، كافيةٌ مغنيةٌ عما عداها من الرسائل المتداولة بين المحصلين والمختصين.."


الرسالة جدا صغيرة، وقد ضم المحقق إليها مقدمة في هذا العلم وأهميته، بالإضافة إلى نماذج من بعض مناظرات الفقهاء.




تحياتي


بوسند



هناك 9 تعليقات:

إيلاف يقول...

جميلة كلمة ابن القيّم
وأنا من مؤيّديها ومطبقيها بشدة : )

.
.

ونشكركم مرة اخرى على افادتنا بجديد مكتبتكم القيّمة

صقر قريش يقول...

سأقوم بعملية كشف وأكشالمستور:

لقد اخذت هذه الكتب من المكتبة العامرية اليس كذلك:).

مدد:).

موضوع جميل من ياجميل:).

صقر قريش يقول...

واكشا=اكشف:)

~ شَــهْـــرزاد ~ يقول...

فكرة " الكشكول "
فكرة ناجعه لتقييد معرفة كل قارئ نهم :)

أتخيل لو اجتمع مجموعه من القراء النهمين لصوغ كشكول يجمع شواردهم لكان نتاج عظيم :)


اختيارات جميلة
أدام الكريم مكتبتكم بالخيرات عامرة .

تحياتي

بوسند يقول...

أهلا بك إيلاف..

وبمرورك الكريم

تحياتي

:::::::::::::::::::::::::

صقر قريش..

لم يكن مستورا حتى تكشفه :)

تحياتي لمرورك الجميل

::::::::::::::::::::

شهرزاد

بما أن فكرة الكشكول أعجبتك فلترينا ثمرات كشاكيلك :)


شكرا لمرورك الرائع

الـسـنـبـلـة يقول...

مقتطفات مفيدة

و مكتبة عامرة

دمتم

بوسند يقول...

شكرا لك سنبلة

حياك الله

Catism القطويّة يقول...

حفظه الله من كشكول، أو كما يسميه الأقدمون "كُنَّاشة" :)
ونأمل أن نقرأ بعض درره بين الفينة والأخرى في المدونة.


وتحسبا لضياعه -لا سمح الله- مجددا، إليك الكناشة الإلكترونية التي أستعملها لحفظ المقولات والأبيات التي تعجبني:
http://docs.google.com
أو هذا الموقع العربي:
http://kn.tc/


أما عبارة ابن القيم، فقيّمة وقويمة.

وأدام الله المكتبة عامرة زاهرة زاخرة. :)

بوسند يقول...

السيدة القطوية..

قبل أيام قليلة أهدى لي أحد الأصدقاء كتابه الجديد وهو بعنوان "كناشة الأشعار" وفي مقدمته كلام جيد عن أصل هذه الكلمة ..

شكرا لك -سيدتي- على الرابطين النافعين، فكرتهما جدا رائعة

يبدو إني سأنقل محتويات الكشكول إلى الكناشة الإلكترونية.. حتى أتخلص من الكشكول إلى الأبد.. وأتخلص من هاجس الضياع:)

تحياتي