الثلاثاء، يناير 02، 2007

إعدام صدام

هل صدام من أهل الجنة أم من أهل النار ؟
قضية يجب أن لا نخوض فيها لأن علمها عند ربي .. و هو وحده المتفرد بها .. فلا ينبغي الافتيات على رب العالمين ..
لكن الله سبحانه و تعالى قد أعطانا أمارات و علامات في الدنيا يمكن من خلالها أن نعرف هل يستحق هذا الشخص أن يكون من أهل الجنه أم لا ، و لكن دون الجزم و اليقين ، و إنما هي مجرد علامات و إشارات لا أكثر ..
منها قول النبي صلى الله عليه و سلم : { من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنه } أحمد و أبوداود ..
و في روايه ابن حبان : { دخل الجنه يوما من الدهر و إن أصابه قبل ذلك ما أصابه }
أي أنه يُعذب في النار على أعماله الإجرامية ثم مآله إلى الجنه
لذلك فإن هذا الأمر محكوم بمقاييس الشرع و حده و ليس للأهواء و لحبنا للشخص و كرهنا له ..
و مقياس الشرع يقول { فإِن الرجل ليعملُ بعمل أهل النار حتى ما يكونُ بينه وبينها إلا ذراع، فيسبقُ عليه الكتاب فيختم له بعمل أهل الجنة فيدخلها } البخاري و مسلم و أحمد ..
.و لكن ..
إذا كان صدام مسلما و من أهل الجنة فلا يمنع ذلك من وصفه في الدنيا بالإجرام و الطغيان ..
و كونه مسلما و من أهل الجنه لا يعني ذلك أنه لا يستحق حكم الإعدام ..
أتمنى أن لا نخلط الأمور حتى لا نخوض في قضايا هي من اختصاص رب العالمين وحده ...
سبحانه أما فيما يتعلق بحزب البعث ، فإنه حزب سياسي و ليس فرقه عقديه حتى نحكم عليها بالكفر أو الإسلام ...
فقد التقيت مع بعض السوريين الذين لديهم أقرباء من حزب البعث يصلون و يصومون ..
هذا لا يمنع أن يكون من ضمن حزب البحث أشخاص كفرة أو ملاحده ، و خصوصا ذلك الشاعر الذي يقول :
آمنت بالبعث ربا لا شريك له *** و بالعروبة إلها ماله ثاني
فإن هذا القول لا يشك أحدا بكفره ..
و لكن هل جميع أعضاء حزب البعث يؤمنون بهذا البيت من الشعر الذي قاله أحد أفراد الحزب ؟
!لذلك كله أقول ..
إذا أردنا أن نتكلم عن الجرائم و البلايا التي جنتها يد صدام فإن القول ليس له آخر ..
و لكن إذا أردنا أن نتكلم عن اسلام الشخص و كفره و استحقاقه للجنة أو النار فإن علينا أن نبعد كل عواطفنا عن الموضوع و نراعي كل الاعتبارات الشرعية و الواقعية ..
و الله تعالى أعلم
تحياتي
بوسند