السبت، يونيو 27، 2009

أسبوع فقط





أستأذنكم لمدة أسبوع، حيث إني قدمت على طلب إجازة من المدونة، وتمت المواقفهة عليها :)


وسأستغل هذه الإجازة للسفر إلى القاهرة لمحاولة الاستمتاع ببعض الأوقات الجميلة هناك..


على ضفاف النيل الأزرق (الرمادي) ،


وفي أزقة الحسين ومقاهيها،


وخان الخليلي وأسواقه،


وربوع حديقة الأزهر الغناء.. والقلعة العتيقة،


وفي رحاب مسجد السلطان حسن، والسيدة زينب (مدد)،


وفي صخب (ستي ستار)..


ونقاوة أجواء جبل المقطم


وأعالي برج القاهرة..


.
.
إلى اللقاء



تحياتي



بوسند

الجمعة، يونيو 19، 2009

كلمات بليغة.. في السياسة



كنت في الفترة السابقة أقرأ بعض كتابات الأديب الكبير مصطفى صادق الرافعي، فوجدت في كثير من كلماته إزدراء وتحقير للسياسة والسياسيين عموما، ربما يعتبر البعض أن هذا شيء طبيعي وهذه هي الحقيقة، فالسياسة ميدان خصب لنمو شتى الرذائل والمفاسد.

وقد يعتبرالبعض في تلك الكلمات مبالغة ومجازفة، فمجال الإصلاح في السياسة مجال واسع وواجب الدخول فيه

أقول: في كل الأحوال فإن السياسة لا تخلوا من الخبث والخبائث :)

أترككم مع كلمات الرافعي البليغة:



* إذا سألت السياسي الداهية فسكت عن الجواب.. فقد قال لك قولا.

* في ضرورات السياسية لا يحفِلُ أهل السياسة أن يصدقوا أو يكذبوا فيما يعلنون للناس؛ ولكن أكبر همّهم أن يقدِّموا دائما الكلمة الملائمة للوقت.

* إذا كانت المصلحة في السياسة هي المبدأ، فمعنى ذلك أن عدم المبدأ هو في ذاته مصلحةُ السياسة.

* إذا أسندت الأمة مناصبها الكبيرة إلى صغار النفوس، كبرت بها رذائلهم..لا نفوسهم

* أبلغ ما في السياسة والحب معا: أن تقال الكلمة وفي معناها الكلمة التي لا تقال.

* أرادوا مرة إمتحان السياسيين في بلاغة السياسة، فطرحوا عليهم هذا الموضوع:

سُرقت حقوق أمة ضعيفة، فاكتب كيف تشكرها على هديتها!

* عندما يشرب الضعفاء من السراب الذي تخيله السياسة لأعينهم، يقدِّمون لهم المناديل النظيفة ليمسحو أفواههم..

* لوسُئل السياسي العظيم : أي شيئ هو أثقل عليك؟ لقال: إنسانيتي.

* من تمام فضيلة الرجل السياسي أن يكون له كلامان، أحدهما سكوته.

* من مصائب هذا الشرق أن الخصام السياسي فيه لا يدل على سياسةٍ..

تبرأ متبوعٌ من تابعٍ فاختصما، فكانا كرجل وحذائه، يقول الرجل: أنا خلعت الحذاء، ويقول الحذاء: بل أنا خلعت الرجل!

* الوعد السياسي جريئ في الكذب، جريئٌ في الاعتذار، حتى إنه ليَعِدُ بإحضار القمر حين يستغني عنه الليل في آخر الشهر، فإذا لم يجيئوا به قالوا: سيتركه الليل في الشهر القادم!

انتهى النقل
أتساءل: لو عاش الرافعي إلى عصرنا ورأى الساسة والسياسة، فهل سيُغير كلامه لصالحهما، أم سيزيد سخطه ونقمته عليهما؟!


تحياتي
بوسند

الاثنين، يونيو 15، 2009

مواجهة مبكرة..مستحقة


في خطوة سريعة تقدم النائب مسلم البراك باستجوابه لوزير الداخلية.

اللافت للنظر أن الاستجواب يُقدم في الأيام الأولى للمجلس، حيث لم يأخذ النواب والوزراء بعد موقعهم في المجلس.

أتوقع أن ستستغل الحكومة هذا الأمر لتشويه صورة المجلس، والترويج بأنه سبب التأزيم وتعطيل التنمية، وهذا بالطبع سيساعدها على أن تعلق فشلها وتخلفها على هذه الاستجواب وغيره.. من ممارسات نيابية

من الطبيعي أن تتفاوت الآراء حول الاستجواب، لكن لا أحد يختلف على أنه حق لا ينبغي الاعتراض عليه من حيث المبدأ، كما أن هناك شبه إجماع على مطالبة الوزير صعود المنصة

ربما ينازع أو يعترض البعض على التوقيت أو بعض المحاور، وهذا حق مشروع..

ميزة هذا الاستجواب أنه يكشف الحكومة في مرحلة مبكرة، فإما أن تعطي إشارة بأنها على قدر المسؤولية وأنها قادرة على الوقوف أمام مسؤولياتها، أو أنها حكومة الهروب المتكرر، الذي كان هو السمة الغالبة للحكومات السابقة.

فهذا الاستجواب يمثل اختبارا مبكرا، أظن بأننا نحتاج إليه حتى يمكن أن نحدد طريقة التعامل مع الحكومة في الفترة القادمة، فهو يسّهل علينا مَهمة الحكم على هذه الحكومة.
.
كما أنني مؤيد لهذا الاستجواب، ولست بالضرروة مقتنعا اقتناعا تاما بجميع محاوره، ولكن تأييدي ينبع من رؤية مفادها أنه من الواجب إجبار النظام (وفق الدستور) على قبول ممارسة الحق الدستوري والتعامل معه بطريقة دستورية، وبشكل أريحي، حيث أن الدستور أعطى الحق في ممارسة هذه الأداة الرقابية لنائب واحد فقط في إشارة واضحة إلى أن استعمال هذه الأداة أمر طبيعي لا يستدعي كل هذا الجزع والهلع الذي تبديه الحكومة.
.
فطريقة تعامل الحكومة مع الاستجوابات طريقة معيبة، تنم عن فقدان روح المسؤولية، وعدم الإيمان المطلق بالدستور روحا ونصا، لذلك نرى التفنن في اختلاق الطرق والوسائل للهروب من مواجهة هذه الأداة الدستورية المشروعة، تحت مختلف الذرائع التي لا تسمن ولا تغني من جوع !
.
الحكومة تتعامل مع الإستجواب على أنه كارثة حلّت بالبلد، فتتعطل الدولة، وتنشل حركة مجلس الوزراء، ويصبح همه الأوحد، وقضيته الأولى الإستجواب، وهذا التعامل السقيم مع الاستجواب هو الذي يعطي الفرصة لبعض النواب لابتزاز الحكومة وترهيبها من هذه الإداة، فلو تعاملت الحكومة معه بطريقة هادئة دون تشنج أو تعنت لما فُتح المجال لبعض النواب بإساءة استعمال هذه الأداة.
.
عندما يتم اتهام المجلس بأنه يعطل التنمية بسبب كثرة الإستجوابات فإن هذا الإتهام في حقيقته هو إتهام للحكومة، لأنها هي من يعطل البلد كله بسبب سوء تعاملها مع الإستجوابات، هي التي جعلت نفسها أمام خيارين، إما التنمية وإما الإستجوابات، وليتها نجحت في أحدهما، فلا هي حققت التنمية، ولا هي واجهت الإستجواب بشكل صحيح!!
.
مع أن هذه الثنائية (الاستجواب أو التنمية) ثنائية غير صحيحة، بل لا تلازم بينهما أبدا، فلا يمكن تعطيل الرقابة من أجل التشريع، كما أن التشريع لا يعني توقف الرقابة.. ياليت تفهم الحكومة هذه المعادلة البسيطة.
.
أتمنى من كل قلبي أن نرى في هذه المرة تعاملا حكوميا راقيا مع الاستجواب، ينطلق من روح المسؤولية، ومن الإيمان بالحق في ممارسة هذه الأداة، بالتالي تحمل كامل تبعاتها ..
.
.
تحياتي
.
بوسند

الأحد، يونيو 14، 2009

الرعب الخنزيري ! + تحديث





برأيي المتواضع أن الهلع الذي يبديه البعض من وباء إنفلونزا الخنازير أمر غير مبرر، فهذا النوع من الإنفلونزا لا يختلف عن الاإنفلونزا العادية إلا أنه انتقل من الحيوان إلى الإنسان، فالأعراض متشابهة ( كحة -ارتفاع درجة الحرارة - الشعور بالإجهاد والتعب - قيئ..إلخ)

.

.

متوسط الوفيات من هذا المرض 2% فقط!! وهذا يعني أنها أقل في بعض الأحيان من نسبة الوفيات بسبب الإنفلونزا العادية .. فلماذا كل هذا الجزع والهلع ؟!!

.
.

قبل أيام سمعت في إذاعة الـBBC معلومة تقول بأن 98% من المصابين بهذا المرض يُشفون بغير علاج، وجاء في موقع منظمة الصحة العالمية أن المصابون بهذا المرض يُشفون دون أي رعاية طبية ..

.

.

لذلك .. اطمئنوا .. واسترخوا .. واستبشروا .. فالأوضاع ليست بذلك السوء الذي يحاول الإعلام أن يصوره للعالم !!

وأخيرا تذكروا بأنه " لن تموت نفس حتى تستوفي رزقها وأجلها "

.


.



حفظنا الله إياكم من كل مكروه





:::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::::


{ من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه ، فمنهم من قضى نحبه و منهم من ينتظر ، و ما بدلوا تبديلا }


ننعى للأمة العربية والإسلامية، ولجميع الدعاة المخلصين وفاة علم من أعلام الدعوة في هذا القرن، وأحد رواد مدرسة الصحوة الإسلامية، الداعية الشيخ فتحي يكن رحمه الله وأسكنه فسيح جناته.

وأسأل الله تعالى أن يتغمده بواسع رحمته، وأن لا يحرمنا أجره ولا يفتنّا بعده
آآمين

ملاحظة:

- للاطلاع على سيرته مسيرته : إضغط هنا


تحياتي

.
.

بوسند



الأربعاء، يونيو 10، 2009

بوسند..لأول مرة :)

هذه الصور الخطيرة تُنشر لأول مرة..
.
.
بوسند الأب:1982
.
.
بوسند الإبن: 2009



لا عليكم سوى تحديد الفرق:)

واضح أن بوسند الأب في صغره يعلوه الوقار والحكمة :)


تحياتي


بوسند


الأحد، يونيو 07، 2009

ضمير فهمي هويدي



يستحق الأستاذ الكبير فهمي هويدي تحية تقدير وإكبار لموقفه المشرّف من لقاء الرئيس الأمريكي أوباما..


إليكم القصة ..

يقول الأستاذ فهمي:
" بسبب التعارض بين الضمير السياسي والضمير المهني خسرت فرصة المشاركة في حوار مباشر مع الرئيس أوباما يتمناه أي صحافي. ذلك أنني كنت قد أبلغت من قبل السفارة الأميركية بالقاهرة أنني سأكون ضمن مجموعة من الصحافيين ستلتقي الرئيس الأميركي لإجراء حوار معه عقب إلقاء خطابه.
.
أعددت نفسي وجهزت أربعة أسئلة، تمنيت أن أسمع منه إجابة عنها، وحين وصلت مع غيري من المدعوين للاستماع إلى الخطاب، أُبلغت بأن المجموعة التي ستلتقي الرئيس أوباما حجزت لها أماكن بالقرب من باب جانبي حتى ندلف منه مباشرة للقائه بعد الانتهاء من خطابه، وسلم كل واحد منا بطاقة بلاستيكية تتضمن اسمه وبيانات المناسبة.
.
وبحبر أحمر كتب عليها إنها «إعلام مؤقت» لمرة واحدة. وعليها ختم رئاسة الجمهورية ـ إدارة الأمن ـ مع توقيع رئيس الإدارة المركزية للأمن.
.
جلست إلى جواري صحافية ماليزية شابة قالت إنها دعيت إلى الاشتراك في الحوار، وفهمت منها أن مجموعة الصحافيين المدعوين للقاء عددهم ثمانية من العالم العربي وبعض الأقطار الآسيوية، ومن باب الفضول سألتها عن قائمة أسمائهم، فأخرجت دفترا صغيرا قرأت منه أن الثمانية موزعون كالتالي: اثنان من مصر (كنت أحدهما) وواحد من السعودية وآخر من لبنان وخامس من فلسطين وسادس من إندونيسيا وهي من ماليزيا. ثم قالت وهي تطوي الدفتر إن الثامن من إسرائيل.
.
حينما سمعت الكلمة الأخيرة شعرت بأن عقربا لدغني، فرجوتها أن تتأكد من المعلومة، وحين أعادت النظر إلى أوراقها قالت إنها صحيحة، وأن «الزميل» الإسرائيلي ينزل معهم في نفس الفندق، وأنه جالس معنا في الصف، طلبتُ منها أن تشير إليه، ففعلت، وحين التفتُّ إليه وجدته يتبادل التحايا مع زميلنا السعودي.

لم يكن الأمر سهلا بالنسبة لي، حيث ما خطر لي على بال أن أجلس في صف واحد، ولا على طاولة حوار واحدة مع إسرائيلي في ظل الأوضاع الراهنة.

ما أزعجني في الأمر أيضا أنني لم أبلغ بأنه سيكون بيننا صحافي إسرائيلي في اللقاء مع الرئيس أوباما، وهو ما قلته لموظفة السفارة الأميركية، وأنا أنقل إليها انسحابي من المجموعة واعتذاري عن عدم المشاركة في الحوار، قلت أيضا إن الرئيس أوباما جاء ليخاطب العالم العربي والإسلامي، وإسرائيل ليست من الدول العربية، ولا هي من الدول الإسلامية، فلماذا يقحم صحافي إسرائيلي وسط المجموعة العربية والمسلمة. ومن ثم اعتبرت أن الإقدام على هذا التصرّف ومفاجأة المشاركين به يعد عملا غير بريء وغير مقبول، وهو في حده الأدنى يعبّر عن الاستهانة ببقية المشاركين.

للحظة انتابني شعور بالخجل حين وجدت أنني مدعو للجلوس على طاولة واحدة مع صحافي إسرائيلي كبير، في حين تجمع عشرة أشخاص من الناشطين الأجانب وسط الميدان الذي تشرف عليه الجامعة، وهم يحملون لافتات ويرددن هتافات بالإنجليزية تدعو إلى رفع الحصار عن غزة، وتطالب أوباما بوقف دعم إسرائيل في حرب الإبادة التي تشنها ضد الفلسطينيين، كانت هتافاتهم ترن في أذني وصور ضحايا العدوان على غزة تتراءى أمام عينيّ طوال الوقت.

دعك الآن من آلاف الناشطين الغربيين وحدهم الذين سمح لهم الأمن بالتظاهر الرمزي، لأن لهم «صاحب» يمكن أن يحتجّ أو يمنع عنهم الأذى إذا تعرضوا لأي سوء، بينما «صاحب مصر» حبس الناس في بيوتهم ولم يسمح لهم بمغادرتها منذ الليلة السابقة، لم يستغرق قراري رفض المشاركة في اللقاء وقتا، وأيدني بعض الأصدقاء الذين أثق بوطنيتهم وسلامة حسّهم. نسيت الحوار وأسئلتي الأربعة، والعناوين التي خطرت لي، بل ونسيت السيد أوباما شخصيا، وما يمكن أن يترتب على انسحابي من تداعيات.
ذلك أننا نعرف أن رفض مقابلة مأمور القسم أو ضابط المباحث يعدّ عندنا أمرا مكلفا يمكن أن يدفع المرء ثمنا له لعدة سنوات، فما بالك برفض مقابلة رئيس الولايات المتحدة الذي هو «مأمور العالم» بأسره. غير أن ذلك الهاجس لم يقلقني، أولا لأنه زعيم بلد ديموقراطي يحتمل تصرفا «ديموقراطيا» من هذا القبيل. وثانيا لأنني لم أرفض مقابلة الرئيس بدليل أنني قبلت الدعوة وسلّمت نفسي لممثليه، ولكنني رفضت صحبة الإسرائيلي.

لم تكن هذه هي المرة الأولى التي أعبّر فيها عن مقاطعتي لإسرائيل بمثل هذا التصرّف الذي أعرف أنه متواضع للغاية، ولم يغير شيئا من خرائط الشرق الأوسط ولا من مواقف مثقفي التطبيع، لكنه بالنسبة لي كان نوعا من إنكار المنكر، غاية ما يحققه أنه يسمح لي بأن أنام مرتاح الضمير، ذلك أنني أعتبر أن الصحافي شأنه في ذلك شأن أي مثقف، هو في النهاية ضمير أمته، والضمير لا يقبل التجزئة أو التقسيط، إذ لا أستطيع أن أميّز بين الضمير المهني أو السياسي أو الأخلاقي، وأعتبر هذا التمييز الذي يمارسه البعض ليس سوى نوع من الاحتيال أو الالتفاف، يُراد به في النهاية تسويغ خيانة الضمير، وهو ما لا أرضاه لنفسي، وأحسب أنك أيضا لا ترضاه لي، لأنني يوم الحساب لن أسأل عن حوار صحافي خسرته، ولكنني سأُسأل عن ضميري إذا خنته."
.
تحية للضمير الحيّ
.
تحياتي
.
بوسند

الخميس، يونيو 04، 2009

الحب..مشكلة أم حل ؟!


سآخذ استراحة من الكلام في (التصدع) الحركي، و (الصداع) السياسي .. لأنتقل إلى كلام يطرب له القلب :)

هذه الأيام أعكف على قراءة كتاب (مشكلة الحب) للدكتور زكريا ابراهيم، هذا الكتاب يقع ضمن سلسلة مشكلات فلسفية، وقد تحدثت عن هذه السلسلة في أحد التدونيات (إضغط هنا)





الكتاب يطرح موضوع الحب من زاوية قلّ من يطرقها،وهي الجانب الفلسفي للحب، فهو يدرس الحب بوصفه ظاهرة وقيمة إنسانية متكاملة. فيبتعد قدر المستطاع عن نوادر القصص والأشعار وأخبار المحبين التي امتلئ بها تراثنا العربي، كما أنه يناقش الحب بوصفه صورة من صور الخبرة البشرية بكل ما تنطوي عليه من تناقض وصراع وتوتر..

لذلك جاء في الكتاب العديد من الأفكار الرائعة التي استوقفتني، والتي تدعو لإعمال العقل بدلا من إشباع العاطفة ، ومنها :


* الفيلسوف الباحث عن "الحقيقة" لا يملك سوى البحث عن "الحب الحقيقي"


* تقول مدام لافيت: "إن في الحب شيئا من كل شيء: ففيه شيء من الروح، وفيه شيء من العقل، وفيه شيء من القلب، وفيه شيء من الجسد"

* لماذا لا نستعيض عن "حب القوة" .. "قوة الحب" ؟!!

* الحب حلٌ..لا مشكلة، ولكنّا نحن من صنعنا منه مشكلة عندما عجزنا عن أن نكيف حياتنا وفق شريعة الحب.

* إلى متى نعتبر الحب "نزوة" أو "عاطفة" أو "انفعال" ؟ ..لماذا لا نعتبره "فعل" أو "نشاط" أو "إبداع"

* الحب كلمة لا تعني شيئا.. لأنها تعني كل شيء
.
* الحب هو الالف والياء في قصة الحياة.
.
.
الكتاب يستحق القراءة بعمق
.
.
تحياتي
.
.
بوسند

الأربعاء، يونيو 03، 2009

التصدع الحركي في الكويت (2)




استعرضت في البوست السابق الحال المزري للحركات السياسية في الكويت وخصوصا بعد الانتخابات الأخيرة، هذا الوضع جعل الحكومة – رغم ضعفها - تنجح في اختراق هذه التيارات وتفكيكها وتفريق كلمتها، على النحو الذي ذكره الزميل طارق المطيري في مقاله في جريدة عالم اليوم ، وبذلك يكون فساد الحكومة قد امتد إلى الحركات السياسية بعد أن مرّ بطريقه على القبيلة والطائفة وسائر الفئات !


إن اختراق الفساد الحكومي للحركات السياسية مؤشر في غاية الخطورة، فمن المفترض أن تكون هذه الحركات القائمة على البرنامج والمشروع السياسي هي أول من يقف سداً منيعاً في وجه هذا الاختراق الفاسد الذي لم تسلم منه بقعة في هذا البلد، لأنه المنطق يقول بأن هذه الحركات قد تأسست من أجل تقديم النموذج الصالح، وإصلاح الخلل و محاربة الفساد في الجانب الحكومي، فماذا سيبقى لنا من أمل إذا بدأ الفساد ينخر في جسد من يُرجى منهم الصلاح و الإصلاح، لا شك في أن هذا مؤشد على أن الأمور قد وصلت إلى حافة الهاوية!


والسؤال الذي يطرح نفسه في هذا المقام: لماذا وصلت الحركات السياسية في الكويت إلى هذا الحال البئيس؟


قبل الإجابة على هذا التساؤل يجب التأكيد على أن إضعاف الحركات السياسية وتهميش دورها ليس من صالح البلد، لأن إضعاف روح العمل السياسي الجماعي سيكون لصالح تضخيم النزعة الفردية وتعزيز دورها في قيادة الساحة، وهذا يعني المزيد من التدهور والإنحدار، فوجود حركات سياسية قوية تتنافس في طرح الرؤى والبرامج، يؤدي إلى زيادة الوعي العام كما يعزز (سُنة التدافع) التي تُطور المجتمعات وتنهض بها، فيكون التنوع المثري الذي يمثل إضافة نوعية للبلد.


لا أستطيع أن أحصي أسباب تدهور الحركات السياسية في الكويت، ولكنني سأذكر سببين أراهما رئيسيين في الوصول إلى هذا الحال، وهما:


الأول: أن أغلب هذه الحركات لم تقم على أساس سياسي بحت، بمعنى أنها تقوم على مشروع وبرنامج سياسي واضح المعالم، محدد الرؤية والمنهج، وإنما أغلب هذه الحركات السياسية تمثل جناح سياسي لحركات فكرية أيديولوجية قائمة على فكر شمولي، ومن ثَمّ فإنها لا تمارس السياسة باحتراف بقدر ما تمارسها كأمر واقع يجب التعامل معه في إطارالعمل اليومي، ولذلك تجد أن بعض العاملين في هذه الحركات السياسية لا يؤمنون بالعمل السياسي الديمقراطي، وإنما يؤمن بفكرة وأيديولجيا تربوا عليها ثم وجدوا أنفسهم منساقون إلى العمل السياسي جبرا أو اختيارا!


الثاني: أن هذه الحركات لا تمثل الشارع السياسي تمثيلا حقيقيا، وإنما تمثل مجموعة من النُخب جمعتها مصالح تجارية أو أفكار إصلاحية عامة، ربما يمثل كثير منها أحلاما طوباوية، فأصبحت منغلقة على نفسها لا تسمح لعامة الجمهور بالإنضمام إليها إلا في أضيق الحدود ووفق شروط غاية في التعقيد!


هذا الإنغلاق هو الذي ساهم في انخفاض الوعي السياسي وبـ (كفر) الجمهور بالعمل الحزبي أو السياسي المنظم، لأنهم لم يشتركوا به، فهو بالتالي لا يعبر بشكل مباشر عن همومهم وطموحاتهم، بل إن الغموض الذي يكتنف الكثير من جوانبه جعل الجمهور يشعر بالريبة والشك تجاهه


فكيف لهذه الحركات أن تشتكي من عدم تقبل الشعب للعمل السياسي المنظم وهم لن يُشركوا الشعب في هذا العمل، وأغلقوا الأبواب في وجهه، وجعلوه مقصورا على نخبهم ذات المواصفات الخاصة، لذلك يجب على هذه الحركات أن تعلم بأنها - وبأسلوب عملها المتبع - ساهمت في تأخر النضج السياسي عند عموم أبناء الشعب، حين حرموهم من الانخراط في العمل السياسي المنظم !



يضاف إذ إلى ذلك وجود العديد من الشخصيات القيادة في تلك الحركات لديها مصالح مشتركة مع بعض المتنفذين، فصارت بعض هذه الحركات مثقلة بشخصيات قيادية لديها شبكة مصالح تقف عائقا أمام العمل السياسي الشفاف و المنفتح ، لا شك أن مثل هذه العلاقة سيكون لها تأثير كبير على الموقف السياسي، ووبتوالي تلك المواقف التي بُنيت على (الحسابات الخاصة) يكون لتلك الحركات رصيد وإرث من المواقف السياسية التي تُزري بالصورة العامة للحركات السياسية .


في تصوري أن معرفة أسباب التصدع الحركي في الكويت سيقودنا إلى معرفة الحل والمخرج لهذه الحركانت، حتى تنهض لممارسة دورها الحقيقي المنوط بها لكي تقود حركة تطور المجتمع وتقدم الدولة .


أكرر على أهمية وضرورة وجود حركات سياسية فاعلة للنهوض بالبلد، وأن النزعة الفردية طارئة على العمل السياسي، وأن أي تطور سياسي سيكون في صالح الحركات السياسية، لذلك عليها أن تعي دورها وتقف أمام مسؤولياتها فتلتفت لنفسها أولا، وتعيد صياغة نفسها ورؤاها ومنهجية عملها بشكل يؤهلها لقيادة حقيقة للواقع السياسي، ولرسم المستقبل الذي بات موضع قلق من الجميع !


والحمد لله على كل حال ..
تحياتي
بوسند