في كل أزمة تمر على المسلمين يحاول المسلمون أن يتفاعلوا معها نسمع بعض الأصوات النشاز من هنا وهناك تخذّل وتقلل من قيمة ردود الأفعال هذه .
فعلى سبيل المثال ، عندما يخرج المسلمون في مظاهرات أو يقيموا اعتصامات أو يحيوا مهرجانات خطابية ، نجد تلك الأصوات النشاز تبدأ بالنعيق قائلة :
وماذا تنفع هذه الأفعال ؟
هل سيتوقف القتل ؟
أم تحرر الأرض ؟!
أجد أنه من الصعوبة ونحن نعيش ضغط الواقع الأليم أن نلتفت لهؤلاء الأصوات .. ولكن ماذا عسانا أن نقول وقد ظهرت تلك الأصوات في وسائل الإعلام المختلفة محاولة تثبيط همم المسلمين ، فكان لزاما الرد بما يلي :
أولا : التكليف الشرعي منوط بالقدرة ، بمعنى أن على المسلم أن يبذل من الأعمال ما يطيق، وما يقع تحت دائرة الإمكان ، أما ما سوى ذلك فـ { لا يكلّف الله نفسا إلا وسعها }
ثانيا : لا بد من وضع ردود الأفعال هذه في سياقها الصحيح ، حتى تُقيّم بناء على ذلك السياق ، ولا تُحمّل أكثر مما تحتمل ، بمعنى أن لا تُحاكم على أنها بديل عن تحرير الأرض، أو أن هدفها الرد على عمليات القتل ، وإنما السياق الصحيح لهذه الأفعال أنها نوع من التعبير الغاضب عن وجهة النظر الشعبية ، فلا أظن أن أحدا يعترض على تعبير الناس عن وجهة نظرهم في إطار القانون .
ثالثا : في عالم اليوم يمثل الضغط الإعلامي وسيلة فاعلة للتأثير في القرارات، فعندما يتم نقل هذه المظاهرات عبر وسائل الإعلام فلا شك أنها ستمثل نوعا من الضغط على القادة السياسيين حتى يتحركوا للقيام بواجباتهم ، ولا أظن أن أحدا يشكك في الإعلام كسلاح في واقعنا المعاصر !
رابعا : أن المصاب الواقع على إخواننا مصاب جلل ، قلّ أن يصبر عليه البشر ، وإن من مصلحة الأمة أن يبدي إخواننا المحاصرون نوعا من الممناعة بعد أن صاروا في وجه المدفع الصهيوني، فلا شك أن هذه المظاهرات تعطيهم دعما معنويا للمزيد من الصمود أمام الكيان المغتصب، فلا يمكن أن تكون المواجهة بروح معنية منهزمة ، وخصوصا أن إخواننا في الداخل كثيرا ما يتحدثون عن أثر تلك المظاهرات على مواصلة صمودهم ، وبالتالي فـ(ما مالا يتم الواجب إلا به فهو واجب )
رابعا : أن المصاب الواقع على إخواننا مصاب جلل ، قلّ أن يصبر عليه البشر ، وإن من مصلحة الأمة أن يبدي إخواننا المحاصرون نوعا من الممناعة بعد أن صاروا في وجه المدفع الصهيوني، فلا شك أن هذه المظاهرات تعطيهم دعما معنويا للمزيد من الصمود أمام الكيان المغتصب، فلا يمكن أن تكون المواجهة بروح معنية منهزمة ، وخصوصا أن إخواننا في الداخل كثيرا ما يتحدثون عن أثر تلك المظاهرات على مواصلة صمودهم ، وبالتالي فـ(ما مالا يتم الواجب إلا به فهو واجب )
خامسا : قد نكون نحن البعيدين عن الحدث بحاجة إلى مثل هذه المظاهرات حتى تكون قضايا المسلمين حاضرة في أذهاننا دائما، ويتجدد في نفوسنا الشعور بها، ولا تنطفئ جذوة الحماس لها، كما أنها فرصة للمزيد من التوعية حول قضايا المسلمين .
ختاما
المسلم الحقيقي يعيش وفي ذهنه دائما سؤال الله له يوم القيامة عمّا صنعه لنصرة إخوانه المسلمين ، -والنصرة ليست لها صورة واحدة – فكونه يعيش هاجس هذا السؤال فلا بد له من يعمل عملا -على قدر طاقته- يستطيع أن يقف به بين يدي ربه .. علّ ذمته تبرئ !
هناك 7 تعليقات:
بورك فيك بوسند
وبالفعل فإنها عناصر مهم ورئيسية للنصرة ..
وكمة خالد مشعل للمتظاهرين خير دليل بأنها تعطي المرابطين في أرض غزة دعم معنوي فضلا عن الدعم المادي ..
الله يفتح عليك يا بوسند
عين العقل ..
خُذ طغاة القوم ممن شربوا
قهوة الذل و شاي الخدر
خذ طغاة القوم ممن وقعوا
ورق التسليم للمستعمر
خذ طغاة القوم و امنحني فتىً
يافعا يعزف لحن الحجر
أيها الأقصى سنلقاك غدا
تحت غصن المكرمات النضرِ
فعلا يا أخي الكريم
فلينصر كل منا غزة بأي وسيلة يراها مناسبة ( المقاطعة / المظاهرات / التبرع/ الدعاء ...)
و إن كنت أرى أن في هذه الفترة علينا اتخاذ الوسائل مجتمعة ..
و لا ننسى "النية " في كل شيء حتى في مشاعر غضبنا و حزننا ..
بورك قلمكم
فعلا يا أخي الكريم
فلينصر كل منا غزة بأي وسيلة يراها مناسبة ( المقاطعة / المظاهرات / التبرع/ الدعاء ...)
و إن كنت أرى أن في هذه الفترة علينا اتخاذ الوسائل مجتمعة ..
و لا ننسى "النية " في كل شيء حتى في مشاعر غضبنا و حزننا ..
بورك قلمكم
أخي المنبر الكويتي ..
اهلا بك ..
ماتفضلت به هي الحقيقة التي لايريد البعض أن يستوعبها .
تحياتي
:::::::::::::::::::
العين ..
أبيات رائعة ..
هل هي نتاج قريحتك ؟ :)
تحياتي
::::::::::::::::::::
السنبلة ..
ما أشرتي إليه نقاط جوهرية .. أ}يدك بها ..
فلتجتمع الجود وللتوحد الطاقات .. وليكن الدعاء هو السلاح أولا وأخيرا ..
جزيت الجنة
المظاهرات لا شك مفيدة فهي تعبر عن نبض الأمة
لكن لها محاذير ينبغي الالتفات لها
ومنها عدم السماح للمتهورين بتحويل مسار المظاهرة لاتجاه غير محسوب كفعل إخواننا اليمنيين في عدن مع القنصلية المصرية
نفع الله بك
أتمنى أن يصل كلامك إلى المخذلين و المرجفين !
إرسال تعليق