الجمعة، ديسمبر 26، 2008

حدس.. بين المولاة والمعارضة


بسم الله الرحمن الرحيم

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم{ الكيّس من دان نفسه }رواه أحمد

لاحظ الكل تغيّر نبرة الخطاب والمواقف للحركة الدستورية الإسلامية (حدس) ، بعد أن تمت مراجعة مسيرتها وتقييمها في الفترة السابقة ، لذلك أظن بأن حدس ستشهد تغييرات ملحوظة
في الفترة القادمة على مستوى الخطاب والمواقف .
في تصوري أن أحد مواطن قوة حدس هو قدرتها على المراجعة والتصحيح والتقييم ، وهذا ما يجعلها تمارس السياسة بنوع من الديناميكية التي لا يستسيغها البعض .
.
.
ربما يعتبر البعض أن هذا المنهج هو نوع من التلون والضبابية وعدم الوضوح ، ولكنه في الحقيقة – كما أراه – منهجٌ لا بديل عنه سوى التصلب والجمود الذي يشُلّ الحركة .
.
.
منهج مراجعة المواقف وتغييرها منهج نبوي أصيل فالنبي المعصوم صلى الله عليه وسلّم المؤيد بالوحي يقول :
" لا أحلف على يمين ثم أرى خيرا منها ، إلا كفّرت عن يميني وأتيت الذي هو خير " رواه مسلم (4217) .
.
.
المجال السياسي مجالٌ متسارع الأحداث ، وشديد التغير في الظروف والوقائع ، فلا ينبغي مواجهة ذلك التغير بتصلب في الحركة .
.
.
السؤال : هل الدخول في الحكومة خيار استراتيجي لا محيد عنه ؟!! وهل البقاء في المعارضة مبدأ يجب التمسك به مهما كانت الظروف ؟!!
في رأيي أنه في كلا الحالتين الجواب : لا
.
.
الحكومة هي سلطة تنفيذية دستورية يشكّلها من يختاره الأمير ، والمعارضة هي من خيار الأمة وتعبير عنها ، ولا أظن بأن الركون إلى أي طرف يُمثل عيبا من حيث المبدأ ، ولكن قد يرى أحد الأطراف أن وجوده في الحكومة في مرحلة ما هو مساهمة في بناء الدولة وخدمة الوطن ، لكن الأمور لا تسير حسب المشتهى ، فتتغير الظروف ، وتخطئ الظنون، فيتبدل الموقف إلى الركون إلى المعارضة

هذا التغيير والمراجعة يكون على صعيد المواقف ، لا على صعيد المبادئ ، فالمبادئ تُبنى على الأصول ، أما المواقف فتُبنى على الظروف والإمكانيات التي يمكن من خلالها الاقتراب قدر الإمكان من المبادئ .


خلاصة القول أن الدخول في الحكومة أو الانضمام إلى المعارض لا يقع في خانة المبادئ التي لا تتغير ولا تتبدل مهما كانت الظروف ، وإنما هي مواقف تحددها الظروف والإمكانيات

وقفة :
يقول د. عبد الكريم بكار : " الفكرة الشفافة والخطة الذكية لا تستمد مقومات نجاحها من بنيتها الداخلية ، بمقدار ما تستمدها من السياق السياسي والاجتماعي الذي تعمل فيه "

تحياتي للجميع
بوسند

هناك 6 تعليقات:

يقول...

أحسنت يا بو سند

و هذا ما عهدناه في هذه الحركة ..

الثبات على المباديء

و المرونة و السرعة في تصحيح المسار الذي تسلكه بحسب ما تقتضيه مصلحة هذا البلد

دائما سيكون هناك من يشكك

بل و من يحارب و يمكر و يترصد

لكن الصخور الكبيرة تسد الطريق أمام الضعفاء بينما يرتكز عليها الأقوياء ليصلوا الى القمة

غير معرف يقول...

نعم احسنت يابو سند


على هذا التحليل

بارك الله فى قلمك


اخوك ابو شملان

مستعدة يقول...

تدوينة رائعة..
وقد أضاف لي المقال مفهوم جميل، وجديد بالنسبة لي..

بارك الله فيك ..

الـسـنـبـلـة يقول...

في رأيي

حدس .. تنظيم في زمن العشوائية

حدس .. ثبات في زمن التزعزع

العدالة الكويتية يقول...

تحليل عميق ومشكور
يعطينا بجانب فهم حدس
مفاهيم سياسية قويمة

نتمنى للقوى السياسية
دوام التوفيق بدرب الإصلاح

العدالة الكويتية يقول...

-