( لنخرج العباد من الحرية إلى عبادة العباد )
لا أحب أن ننطلق في تأصيلنا لقضايانا من منطلق ضغط الواقع بسبب أو إحراج الآخر لنا .
لكني أجد نفسي مضطرا في هذا المقال أن أستحضر ردة الفعل الغربي من النظام السياسي الذي يدعوا إليه بعض الإسلاميين و ينسبونه للإسلام .
الكل يعلم أن الغرب قد وصل في نظام الحكم و طريقة تداول السلطة مبلغا عظيما من حيث الحرية و الشفافية و اختيار الحاكم و محاسبته و معاقبته .. و عزله إذا اقتضى الأمر
في ذات الوقت نجد بعضا ممن انتهجوا النهج الإسلامي يستميتون في تأصل الفقه السياسي الذي يدعوا إلى طاعة ولي الأمر مادام يقيم الصلاة ... و إن جار و أفسد و ابتدع و ظلم و استبد و طغى و تجبر .. ثم يكررون { و إن أخذ ملك و جلد ظهرك }
بل إن بعضهم تمادى أكثر حين حرّم النصيحة العلنية للحاكم .. و حرّم تشكيل الأحزاب .. و حرّم المظاهرات .. و جعل الشورى معلمة لا ملزمة .. و جعلوا مغتصب السلطة حاكما شرعيا .. و أصلوا لمثل هذا الخطاب الاستبدادي و حشدوا له النصوص المبتورة والأدلة المؤولة .
أن لا أعلم كيف لمثل أصحاب هذا الخطاب أن يدعوا الغرب إلى الدين الحنيف و هم يفهمونه بهذه الصورة المشينة .. ؟!! بل كيف لهم أن يدعوا العالم الحر إلى تلك الاستنباطات التي تستعبد الناس للحاكم
إن الصحابي الجليل ربعي بن عامر الذي لم يدرس في كليات الشريعة و الجامعات الإسلامية شرح النظام الإسلامي بعبارة واضحة حين قال : ( إن الله ابتعثنا لنخرج العباد من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد )
في حين أن لسان حال بعض الإسلاميين يقول ( نحن مأمورون أن نخرج العباد من الحرية إلى عبادة العباد )
فحين يقول الغربي أنا أختار من يحكمني ..و أنا أحاسب من اخترته و أنقده و أقوّمه إذا اعوج .. و أعزله إذا لم يستقيم .. فماذا أجد عند المسلمين في المقابل إن أنا تركت ديني و أسلمت ؟!!
فماذا يملك أصاحب الخطاب الإسلامي المزور من إجابات على مثل هذا السؤال ؟!!
هناك تعليق واحد:
للاسف هؤلاء هم المدخليه وعلي راسهم ربيع هادي المدخلي الذي لاهم له سوي تقديس الحاكم مهما فعل
ويتبعهم بذلك الجاميه
متناسين حديث سيدنا عمر رضي الله عنه وارضاه عندما كان بالمنبر وقال احدهم له واقفا بعد انتهاء خطبته: والله لو وجدنا منك اعوجاجا لقومناك بهذا واشار بسيفه ..فما كان من سيدنا عمر الا ان حمد الله واثني عليه ان كان بامته احد يقومه ان اخطا
إرسال تعليق