الخميس، فبراير 19، 2009

رأي .. بعد سكون العاصفة

الآن .. وبعد أن هدأت أحداث غزة – نوعا ما – أتمنى أن تتسع الصدور لبعض الكلمات التي لم يكن من المناسب –حسب تقديري – أن تُقال والأحداث مشتعلة .

كانت ردود فعل الشعوب العربية عفوية وضرورية في نفس الوقت وذلك لتشكيل رأي عام ضاغط على القادة وداعم للصمود والصامدين .

هذه الأزمة التي مرت على الأمة كشفت المواقف، وأخرجت مكنونات النفوس وجعلت الصفوف تتمايز ، فعُرف العدو و الصديق ، المتخاذل والمتحامل ، والمغفل والساذج ، والواعي والمنصف ، وهذه هي حال الأزمات ، بل هي من حسنات الأزمات { ليميز الله الله الخبيث من الطيب }


جزى الله المصائب كل خير *** فقد عرّفتني عدوي من صديقي


ويمكن تقسيم المواقف من تلك القضية إلى عدة أقسام :

الأول :
الذين أيّدوا المقاومة بكل ما تقوم به تأييدا مطلقا ، وذلك باعتباره حقا مشروعا وواجبا مستحقا على كل من تُغتصب أرضه ، ويُنتهك عرضه .

الثاني : يرى أن مقاومة هذا المحتل هو نوع من الانتحار و التهور الذي يتحمّل عواقبه الطرف المقاوم .
وفي رأيي أن هذا الصنف اختلفت دوافعه وزوايا نظره ، فمنهم المخلص في النصيحة و النقد للمقاومة ، ومنهم من يرفض أي خيار المقاومة من الأساس، ويتحامل على المقاومين ويطعن في نواياهم ودوافعهم .
وهناك صنف من هذا القسم أرى أن صغر عقله و (دناءة) نفسه جعلته يُسقط الخلافات المحلية على موقفه من المقاومين والمقاومة، فلا يريد نسبة أي فضل لهؤلاء المقاومين حتى لا ينسحب ذلك على خصومه السياسيين المحليين، وهذا موقف مريض يعيش على الانفعال النفسي أكثر من الموقف العقلي المتزن .

الثالث : وهو أيضا وقف ضد المقاومة ، لكن بأسلوب التشفي والتخذيل والسخرية ، ودخل فيه التشويه والكذب واختلاق الأباطيل .. وأصحاب هذا الموقف أتفه من أن يرد عليهم راد .

وبما أنني من مؤيدي القسم الأول وبشدة ، ولكن مع ذلك أرى بأن من اختار هذا الرأي عليه أن يقيّم موقفه تقيما دقيقا ، ولا يمنعه دفاعه وحماسه لهذا الخيار أن يراجعه ويراجع أسلوب تطبيقه لهذا الخيار .

ومن هذا المنطلق أحب أن أقيم رد الفعل الذي حصل هنا في الكويت من قبل الإسلاميين وخصوصا المؤيدين لحماس .
في البداية ، المظاهرات التي خرجت كانت ردة فعل مشرفة ، وضرورية – كما ذكرت في البداية – وقد كتبت مشاركة هنا في المدونة بعنوان : الانتصارات بالمظاهرات ، وبينت فيها وجهة نظري في أهمية المظاهرات وتأثيرها ، لكن هذا لا يعني تأييدا لكل ما جاء وقيل فيها ، لكن و جود بعض المفاسد في سياق المصلحة، هذا لا يجعلني أنكر أو أرفض تلك المصلحة المتحقق .

كانت هناك مبالغة في الاحتفالات التي جرت بعد الانسحاب ، وهذه المبالغات – في رأيي – جاوزت الحد الضروري والواجب من الدعم المطلوب ، ودخلت في إطار الاستعراض الذي يثير التساؤلات وربما يؤثر على أصل القضية وهي دعم الصامدين و المجاهدين في غزة .

ومن المبالغات التي أراها أيضا ، ما حصل من (مزاد) على كوفية الأخ المجاهد : إسماعيل هنية ، وكان الأولى أن يكون على شيء من مقتنيات أحد الشهداء مثلا ..

وهذا لا يعني اعتراضي على أصل فكرة المزاد من أجل التبرع ، وإنما الاعتراض على أن يكون على إحدى مقتنيات قائد سياسي مازال على قيد الحياة ( رزقه الله طول العمر وحسن العمل ) ، لأن الحي لا تؤمن فتنته ، وحتى لا يكون هناك مبالغة في تصوير مكانة شخص ومنزلته ويُفتح المجال لضعاف النفوس ممن أدمنوا على سوء الفهم .

هذا لا يعني بأن القائد إسماعيل هنية لا يستحق التقدير والدعم ، وإنما الخلاف على أسلوب التعبير عن ذلك .

في رأيي أن الأزمات هي فرصة لاختبار أنفسنا، واختبار تقييمنا للدور المطلوب منا ، وتقييم ردود أفعالنا وكيفية تشكيل القناعات ، والمعطيات والخلفيات التي على أساسها تمت هذه القناعات ..

من خلال هذه المراجعات سيكتشف الإنسان بعض مواطن الخلل التي وقعت منه فيتلافها ويصححها .. وهذا هو النضج الحقيقي


تحياتي
بوسند

هناك 7 تعليقات:

الأستاذ يقول...

شكرا بو سند على الموضوع المهم
من السلبيات التي أعتقد أنها صاحبت الأحداث عدم وجود منهج واضح في الرد على التهم الموجهة لإخواننا في حماس

أنا لاني من الإخوان .. ولا لي شغل بحماس

لكن مؤيد لها من باب حسن الظن فيها وما أعتقده بأنهم هم أجدر من يحمل قصية الأمة ، القضية الفلسطينية

مثلا...
التخبط بإظهار وثائق وتصريحات ليس لها توثيق مما أدى إلى اتهام مصداقية بعض المدافعين

يقول...

يسرني أن أسجل هنا أنني من الصنف الأول .. جدا

اعتراضك على مزاد كوفية قائد سياسي لازال موجود .. ذكرني بترددي في كتابة قصة - أو بالاصح نشر قصة- بوحي من صورة طبعت في ذاكرتي لا أنساها أبدا

صورة الطفل براء ابن يحيى عياش رحمه الله .. طفل صغير ربما لم يتجاوز الثالثة من العمر محمول على الأكتاف يحمل في يديه بندقية في جنازة والده الشهيد و حوله الحشود التي لا ترى لها آخر ..أكثر من 400 ألف مشارك في التأبين.. و هم يرددون :"لا تفرح يا بيريز كلنا يحيى عياش"
كان مشهد لا ينسى .. جنازة المهندس .. تخيل مستقبل طفل مثل هذا .. يرى في عين امه و جده و جدته الفخر بدل الألم

لكن .. منطقيا ، لا أستطيع نشرها و أنا لا أعرف أصلا ما صار عليه حال ذاك الذي كان طفلا صغيرا و لعله اليوم مراهقا ..

بالرغم من ذلك .. أنا أشوف إن المزاد كان رائع .. و هذا القدر من التكريم كان مناسبا لحجم عطاء اسماعيل هنية و جهاده خاصة انه جاء في وقت قدوم رأس التخاذل عباس لحضور القمة..

من حضر و شارك في المزاد كان يعبر عن حبه لمن يعتبرهم قادة مؤهلين لمحاولة انتشال الامة من وحل الذل الذي ترزح فيه ..ليس أكثر من ذلك

ثم ألم يكن حاطب من أهل بدر ثم افتتن في حادثة مشهورة عندما حاول تسريب أخبار رسول الله للمشركين ؟
ماذا كان رد رسول الله صلى الله عليه و سلم؟

يا أخي .. في الفقه - اذا ما خانتني الذاكرة انت أدرى بالهالمواضيع -

أن الماء اذا بلغ القلتين لايحمل الخبث.

و لك تحياتي ..

بوسند يقول...

أهلا بالأستاذ ..

نعم الدفاع مطلوب ..

لكن ربما تؤدي المبالغة فيه إلى تصوير حماس وكأنها متهمة ومحتاجة إلى من يدافع عنها ..

أؤيد فكرة الرد على المشكيكين .. لكن ليس على الكل ..

نورت المدونة ياسيدي :)

غير معرف يقول...

أكذوبة شعار النضال... (الغترة)

يكتبها عبدالله خلف
زوج القضية..!

الوطن 20.2.2009
ياسر عرفات شخصية اسطورية، انتسب الى عائلة ليس منها، تزوج كثيرات وعلى دأب الممثلين السينمائيين الذين أخفوا أمور زواجهم ليكونوا هدف تلقي المحبين والعاشقين.

الممثلون السينمائيون وعرفات معهم تبين أنهم قد تزوجوا مرات عديدة في الخفاء.

وكان عرفات يُردد للقاصي والداني أنه تزوج القضية الفلسطينية، ولا يتزوج الا بعد تحرير فلسطين كاملة.. والجماهير من حوله يصفقون وما اسهل استقطاب الجماهير العربية واستدرار عواطفهم مع الهاب اكفهم بالتصفيق.

عندما سطع نجمه في سماء السياسة اراد ان يظهر بصورة مقبولة، عقدته انه مع اخيه لهما صلعتان قبيحتان وعندما سلطت الاضواء على ياسر عرفات اراد ان يغطي صلعته، فجرب اغطية الرأس التالية:

- قبعة الجيش الفرنسي المسطحة من فوق والدائرية كما كان يلبسها الرئيس ديغول «الخاكي».

- القبعة الامريكية مثل التي يرتديها الكاوبوي..

- القبعة العراقية «الفيصلية» بلون الخاكي..

- القبعة البلشفية الروسية الفرو وكلها ظهر فيها امام الجماهير وحضر الاجتماعات العربية بها.

- ولبس القبعة القوقازية المستطيلة من الفرو المنقط..

- الى ان استقر الى الكوفية او «الحطة» الفلسطينية، المجلوبة من مصانع النجف العراقية.. فوجد انها تغطي الصلعة من كل الجوانب.

لبسها وصارت رمزاً للكفاح والنضال المسلح (يا أمة ضحكت من جهلها الأمم).

اختلفت الفصائل الفلسطينية على المبادئ ولم تختلف على الرمز الكاذب (الغترة) لبسها حتى اعضاء مجلس الامة الكويتي في مظاهرات عديدة.

عندما قال المتنبي ضاحكاً ومتهكماً لم يقصد بلداً عربياً دون غيره بل قال يا أمة ضحكت من جهلها الأمم.

غطى صلعته البشعة فصارت رمز الكفاح والنضال.

أمه تستقبل الكذب وتصدقه.. تصفق للكذب وترقص للكذب وما اسهل استقطاب الجماهير ميكروفونات وسرد الكذب.. عندها تصير نائبا، وزعيما، ورئيسا - هذا هو المرحوم الشهيد ياسر عرفات الذي مات بمرض غريب قال لشعبه انه لم يتزوج الا القضية وان تزوج فلا يكون ذلك الا بعد تحرير فلسطين.

كان زير نساء تعلم عنه القاهرة، وتونس وهنا في ارقى حي ذاك الوقت في الصليبيخات مكان مولد القضية والمنظمة العتيدة..

انا مؤمن بالقضية الفلسطينية ولا اعترف بحراسها وقادتها المزيفين الذين غرستهم اسرائيل والمخابرات الغربية..

اني مؤمن بالقضية اكثر من قادتها.. وضعت كتابا هو ابعاد القضية الفلسطينية، من المناورات الدولية الى انتفاضة الاقصى.. طباعة دار «الوطن».

نساء عاشرهن واخريات تزوجهن

اربعة عقود ادعى انه لا يتزوج الا القضية من كتاب عشيقات الرؤساء والملوك، المؤلف: ديب علي حسن طباعة (الاوائل) دمشق 1999 ظهر ياسر عرفات زاهدا وناسكا ليكذب على الامة وما اسهل الكذب عليها.. ومن المراجع عن فضائح عرفات الجنسية مجلة الشراع العدد 696 سبتمبر (ايلول) 1995..

الموقع حي المنار الارستقراطي في تونس العاصمة.. ساكنة الفيلا بل القصر (أم ناصر) الزوجة الاولى عاش معها عدة سنوات ثم تزوجها واستقبل عرفات ضيوفه بحضور أم ناصر وحصلت منه على اموال طائلة اشترت بها عمارة في مصر الجديدة - ذهب هو الى غزة وامرها ان تذهب الى مصر وبعث لها طلاقها بعد ان شاركته (النضال) بعد طلاق أم ناصر تزوج الدكتورة رشيدة مهران مصرية من المنصورة لمدة عشر سنوات.. طُردت من تونس بعد شيوع اخبارها..

ب.ب.: شابة صغيرة ارملة احد الشهداء.. عاشت مع عرفات عدة سنوات بدون زواج وحصلت على اموال خصصت لأجل القضية.

سميرة جربوع: تزوجها ثم تخلى عنها واخذت من مال القضية المباح.

سهى الطويل: وما ادراك.. عرفات في السبعين وهي 44 مسيحية عاشرها مدة طويلة دون زواج حتى جاءت امها غاضبة في تونس وهددت (المناضل) اما ان تتزوجها أو افضحك.. تخلى عن زواج القضية وتزوج (سهى) في 1989.. والملايين الخليجية المصروفة للقضية صارت بيد (سهى).. هكذا كان متزوجا رحمه الله القضية الفلسطينية.

بوسند يقول...

العين ..

نعم شعور محزن حين نفكر بمشاعر ابن يحيى عياش وهو يشاهد مايحدث ..

أما فيما يتعلق بالمزاد ، فتبقى الامور مختلفة على حسب زوايا النظر .. وباختلاف تقدير الموقف ..

أما مثال حاطب ابن أبي بلتعة فأظن بأنه غير منطبق على ما كنت أقصده ..

ربما تعرفين قصدي لو تذكرتِ المجاهدين الأفغان :)

تحياتي

مستعدة يقول...

ما شاء الله.. بوست كتب بكل معاني الواقعية.. ولو أني قد أكون مع فئة المندفعين في بعض الأحيان لكن الإنضباط واجب..


" تجنب اتخاذ القرارات حين انفعالك، اهدأ وابتعد عن المكان قليلا وحين تصبح مشاعرك محايدة اتخذ القرار المنطقي ولا تندم عليه."


بارك الله فيك.. بوست رائع

بوسند يقول...

مستعدة ..

إضافتك كافية ووافية ..

وجمعت كل ما في نفسي ..

متميزة دائما :)

تحياتي